السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أسأل الله العظيم ان يزيّن الإيمان في قلبك ..
أخي الكريم ..
اسمح لي أن اسألك :
لماذا تريد الحياة الدنيا ؟!
دعني افترض معك أنك لن تعصي في هذه الحياة وستحافظ على كل الفرائض وستكون من أغنى أغنياء العالم وكل شيء متوفر بين يديك - بإذن الله -
هل تخيّلت هذا الموقف أخي ..
هل تخيّلت كيف ستكون حياتك جميلة وشعورك جميلاً في هذه الحياة التي نفترض أنها ستخلو من المعصية والهم والغم ويتوفّر لك فيها من كل نعيمها !
أقول لك يا أخي ما دام أنك لا تحب المعصية وحريص على طاعة الله والقيام بحقوق الله فما الذي يضرّك : لو أنك تستمتع بشعور الاطمئنان والسعادة في حياتك وتستمتع بالأمل والتفاؤل الصّادق في حياة أبديّة في الجنة ؟!
أقصد انك لن تخسر شيئا بتفاؤلك وتطلّعك إلى حياة أجمل في الجنة مع شعورك بالحياة الجميلة في الدنيا .. بل هذاالشعور سيزيد حياتك متعة وجمالاً .
إذن .. حاول أن تطرد هذا التفكير - أعني تفكيرك بعدم الرغبة في الدخول في الجنة - من ذهنك بمثل هذا التفكير الإيجابي ..
وهو أن الإيمان بالجنة والتفاؤل بالحياة في الجنة والرغبة في ذلك هو سبب من أسباب زيادة متعتك في الدنيا .
بالطبع أنت في الدنيا ( حارث ) و ( همام ) لابد أن تعمل .. لابد أن تتحرّك ..
وحتماً فأنت من داخل نفسك شيء يدفعك ( فطرة ) إلى أن تتحرك إلى ما يحقق لك السعادة والارتياح والاستقرار والاطمئنان في هذه الحية التي ترغب أن تبقى فيها ..
تأكّد تماماً أن الرغبة في الجنة من الأشياء التي تمنحك هذا الاستقرار والإطمئنان ..
أنصحك ..
كلما طرأ لك هذا الشعور ..
استعذ بالله من الشيطان الرجيم .. لأن هذا الشعور بالتأكيد ليس هو من ( لمّة المَلك ) إنما هو من ( لمّة الشيطان ) ... فهل يرضيك من نفسك أن تكون مستسلما لـ ( لمّة الشيطان ) ؟!
اقرأ معي بهدوء قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ثُمَّ قَرَأَ ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ) "
كن قويّاً في مواجهة لمّة الشيطان ..
وثق تماماً أن الله يحب منك أن تجاهد نفسك على الخضوع والانقايد لأمر الله .
قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
كلما راودك هذا الشّعور افتح القرآن واقرأ في وصف الله تعالى للجنة ..
أكثر أخيّ من الاستغفار ..
أسأل الله العظيم أن يصرف عنك كيد الشيطان وشركه .
[img][/img]
اتمنى عدم نقل هدا الموضوع وشكرا